الاثنين، ديسمبر 21، 2009

كيف تؤثر في الناس

في ماضينا أحداث ومواقف وشخصيات (وكتب) أثرت في حياتنا وشخصياتنا ونظرتنا للأمور وطريقتنا في التعامل ..
وفي حياتي الشخصية كتب كثيرة وجميلة ولكنْ هناك كتاب واحد سبق غيره في التأثير على شخصيتي وتعاملي مع الناس بل يمكن القول إنه أول كتاب قاد موجة كتب تطوير الذات التي نراها الآن في الأسواق..
إنه باختصار كتاب دييل كارنيجي (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس) الذي نشر لأول مرة عام 1936 وبيع منه 16 مليون نسخة وترجم إلى57 لغة ونقله إلى العربية عبدالمنعم الزيادي عام 1983..
وهو كتاب شهير في العلاقات الإنسانية أكاد أجزم أن 80% من القراء قرأوه أو سمعوا عنه على الأقل .. وأعترف أنني حين اشتريته لأول مرة في سن المراهقة كان هدفي "التأثير على الناس" دون الحاجة "لكسب المزيد من الأصدقاء".. غير أن الكتاب استولى عليّ من أول فصل ولفت انتباهي إلى ضرورة تقديم التعامل الراقي والجانب الانساني لتحقيق أهدافنا (دون وجود أي طريقة سحرية غير ذلك)..
والعجيب أن كارنيجى لم يتعمد نشر كتابه في البداية حيث كتبه أصلا كمرجع لطلاب المعهد الاداري الذى يحمل اسمه.. والجميل في الكتاب أنه يتجاوز الخلفيات الثقافية والإملاءات الدينية (التي طغت على الكتب التي حاولت تقليده مثل "جدد حياتك" للغزالي و"لاتحزن" للقرني) ويركز على العلاقات الشخصية البحتة والدوافع الانسانية التي يشترك بها كافة البشر. كما يتميز ببعده عن التوجيه المباشر (الذي طغى على كتب التحفيز الحديثة) ويركز بشكل أكبر على القصص الواقعية والأمثلة المقتبسة من واقع الحياة !
... ومن الأبواب والأقسام الرئيسية في الكتاب:
*القواعد المهمة في معاملة الناس.
*وست طرق لجعل الناس تحبك.
*واثنتا عشرة طريقة لكي تكسب الناس وتجذبهم لأفكارك.
... فمن القواعد المهمة في معاملة الناس:
أن لا تنتقد ولا تدين ولا تتشكى.
وأن تعطي للناس شعورا بالأهمية وامتداح ما تراه جيداً فيهم.
وأن تجعل الناس تفعل ما تريد بإثارة رغباتهم فيه وليس دفعهم إليه بالقوة.
... أما أهم ست طرق لكي تجعل الناس تحبك فهي:
إظهار اهتمامك بهم.
والابتسام في وجوههم.
وإدراك أن اسم الشخص أهم شيء بالنسبة إليه.
وأن تكون مستمعاً جيداً وتشجع الناس على التكلم عن أنفسهم.
وان تتكلم أنت عن الأشياء التي يهتمون بها.
وأن تجعل الطرف الآخر يشعر بأنه مهم.
... ومن طرق جذب الناس نحو أفكارك هناك :
تجنب الجدل.
وبدء الحديث بطريقة ودية.
وإظهار الاحترام لرأي الشخص الآخر.
وعدم إخباره أبداً أنه مخطئ / وفي حال كنت مخطئا اعترف بسرعة.
وأن تصمت وتجعل الآخر يتكلم.
وأن تظهر تعاطفك وتحاول رؤية الأشياء من وجهة نظره.
... أيضا هناك أبواب رئيسية لا تقل أهمية مثل: كيفية قيادة الآخرين ، وإسعاد حياتك الزوجية ، وكيف تصبح متحدثا بارعا..
غير أن هذه كلها مجرد عناوين رئيسية لا تغني عن قراءة الكتاب ذاته (خصوصا أن مساحة المقال لا تتسع لسرد أي من قصصه الجميلة) ..
وبما أنه كتاب أثر في ملايين البشر بطريقة ايجابية وراقية وبما أن المؤلف والمترجم توفاهما الله فليس من قبيل الدعاية حثك على شرائه وقراءته في أقرب وقت ممكن .. وصدقني .. ستؤثر حينها في الناس بطريقة سيشكرك عليها الناس أنفسهم
...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وتذكر قول الله تعالى ((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد))

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.