السبت، يونيو 26، 2010

الدائرة الساخنة

 
 
 
لا تغرنك الأجواء الباردة لكأس العالم الحالية في جنوب أفريقيا؛ فالأرض بمجملها تمر بفترة احترار عالمية واضحة من حيث المتوسط والتاريخ..
ومن المعروف أن بيئة الارض حساسة وتتأثر لأي تغير في درجة الحرارة، فارتفاع متوسطة درجة واحدة يطيل فترة الجفاف ويزيد تبخر البحار ويديم ذوبان الجليد لما بعد أشهر الصيف. واكثر مايثير المخاوف هو الارتفاع المستمر في مستوى البحار، بسبب ازدياد ذوبان ثلوج القطبين، كون 96% من مياه العالم العذبة موجودة في ثلوج القطبين وجزيرة جرينلاد الضخمة. وارتفاع ثلاث درجات فقط سيضيف للبحر كميات هائلة من المياه يهدد بغرق دول كثيرة كبنجلادش والمالديف ، ومدن مشهورة كالاسكندرية وممفس وأمستردام وجدة !!
ويعد ذوبان القمم الثلجية والأودية الجليدية أقوى دليل على الارتفاع المستمر لحرارة الكوكب. وفي حين يرى البعض أن الظاهرة (طبيعية) يتهم معظم العلماء التلوث الصناعي الذي يعمل بمثابة "بيت زجاجي" يسخن وجه الأرض.. والنتيجة المباشرة لهذه العملية هي تراكم الحرارة في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي، حيث يعيش البشر ومعظم المخلوقات...



ففي تنزانيا التي لا تبتعد كثيراً عن كأس العالم يوجد أعلى جبل في أفريقيا ويدعى كليمنجارو.. ورغم ان تنزانيا تقع في منطقة استوائية حارة إلا أن الثلوج تغطي قمة الجبل طوال العام بسبب ارتفاعه الكبير.. غير أن الجبل فقد حاليا 70% من ثلوجه وبالكاد بقيت على رأسه طاقية صغيرة !!
وذوبان ثلوج كليمنجارو (بعد بقائها لملايين السنين) ليس إلا دليلاً واحداً (من 141 دليلاً عالمياً) على الارتفاع المضطرد لحرارة الأرض .. فعلى سبيل المثال :
- أعلن مؤخرا مكتب الطقس الصيني ان قمة جبل افرست انخفضت للنصف خلال الثلاثين عاماً الماضية نتيجة ذوبان الثلوج المستمر ..
- أما في جبال روكي الكندية، فاختفى 14 وادياً جليدياً في المائة عام الماضية، في حين زادت وتيرة ذوبان الأنهر الجليدية الضخمة في جرينلاد وايسلندا...
- وفي الجزء الهندي من جبال الهملايا تتراجع ثلوج وادي بندراي بمسافة 135 مترا في العام !!
- كما اختفى من الجزء الشرقي للهملايا 2000 وادٍ جليدي صغير في المائة عام الماضية!
- وفي نيوزلندا تتقلص ثلوج تازمانيا بمسافة 200 متر في العام من عام 1970.
- وفي البيرو تتراجع ثلوج كوالاكايا (ضمن سلسلة الانديز) بمعدل 30 مترا في العام منذ 1990
- وفي شمال أمريكا اختفى الى الأبد 100 وادٍ جليدي من أصل 150 كانت موجودة عام 1850
- وأخيراً (وليس آخرا) اختفى 13 وادياً جليدياً من أصل 17 في قمم الجبال الشرقية في إسبانيا.
- أتعرفون أين تكمن المفارقة المخيفة ؟
... في أننا ندور في حلقة مفرغة حيث المزيد من درجات الحرارة يعقبها استهلاك المزيد من الطاقة لأغراض التكييف ..
واستهلاك المزيد من الطاقة لأغراض التكييف يزيد من إطلاق غازات التدفئة والاحتباس الحراري للأرض..
وحين يأتي العالم التالي يتفاقم تأثير البيت الزجاجي- عطفا على غازات العام الماضي وتعجز شركة الكهرباء عن توفير المزيد من الطاقة فيجرب الناس المزيد من شعور "الشواء"..
....المخرج الوحيد في نظري من هذه الدائرة الساخنة هو حجب عين الشمس باستخدام مظلة فضائية ضخمة، أو مرور كوكب الأرض بمنطقة صقيع كوني، كأحدث فرضية لظهور العصور الجليدية !!



 منقووول